أن تبقى هاوياً بأسلوب عملك

أن تبقى هاوياً بأسلوب عملك

أن تبقى هاوياً يعني أن تبقى حراً في عملك وتجاربك، أن لا تخاف من الأخطاء، أن لا تهتم بالطريق أمامك، وأن تركز على فكرة وتطورها. أن تبقى هاوياً يعني أن تغرس قيمك وأفكارك المتعلقة بعملك بنفسك.

أن تبقى هاوياً يعني أن تبقى متعلماً ولا تعتبر نفسك قد وصلت للنهاية، لأن الهواة والمبتدئين:

 

لا يتخلون عن حريتهم

تلك هي الميزة الأهم التي يستمتع بها الهواة، فلا قيود على وجودهم ولا روابط لأفكارهم. يعملون في كل مكان، وينجزون بمفردهم، ويغيرون جداولهم وخططهم كل ساعة. على عكس المحترفين الذين يميلون إلى التنظيم، ويتبعون القواعد والأسس، ويقيدون أنفسهم بأنفسهم، ويضعون أفكارهم في سجن التجربة والخبرة، ويبتعدون عن الحرية كلما تقدم بهم الزمن.

 

لا يتوقفون عن التعلم

مع كل مشروع جديد، يتعلم الهواة من جديد. تخيل أنك تعمل على هوية لمكافحة مرض معين؛ هذه التجربة ستتطلب قراءة واطلاعاً لفهم المشروع تماماً. الهواة مجبرون على التعلم مما يعطيهم الأفضلية مقارنة بالمحترفين الذين غالباً ما يعتمدون على معلوماتهم وتجاربهم القديمة. أن تبقى على اطلاع دائم هي ميزة رائعة لا يشبهها شيء.

 

الهواة تحركهم التجربة

وظيفة جديدة، مهارة جديدة، عميل جديد، كلها تجارب. الهواة يعشقون التجربة بما فيها من سلبيات وإيجابيات. كل تجربة تعني قطعة إضافية لمسيرتهم المهنية. المحترفون يكتفون من التجارب، يملون منها، يركزون على النتائج وينتظرون تلك الإيجابية منها فقط، فيحبطون بسرعة ويتوقفون. طموحهم وتطلعاتهم تخيبها النتائج، وينسون بذلك نعمة التجربة.

 

ويتحررون من نتائج التجارب

أن تكون محترفاً يعني أنك خضت العديد من التجارب في العمل، وهذا يعني أنك رسمت طريقاً خاصاً بك لكل تجربة. عند إعادة التجربة، غالباً ستتجه إلى نفس الطريق أو ستعطي نتيجة افتراضية لها بناءً على تجربتك السابقة. بينما الهواة محررون من التجارب السابقة ويصنعون تجاربهم الجديدة تماماً كالأطفال. كل شيء جديد لديهم، ينسون تجاربهم القديمة ونتائجها أياً كانت، مما يجعل مخيلتهم وردود أفعالهم تلقائية، إبداعية ورائعة.

 

تحلَّ بثقة الهواة، وليس المحترفين

الثقة في العمل رائعة، لكن هناك أسلوب ثقة يتبعه الهواة والمتعلمون، يختلف تماماً عن ثقة المحترفين التي تميل لأن تكون قاتلة أحياناً. ثقة الهواة تعطيهم الدافع لاستلام وظائف ومشاريع جديدة ومختلفة فيها مغامرة بعيدة عن الاستقرار. بينما ثقة المحترفين تدفعهم إلى عدم المغامرة والإجابة بـ “لا” ببساطة لأن المشروع أو الفرصة لم تناسب تطلعاتهم مثلاً. رغم أهمية قول “لا”، إلا أن الخروج من حلقة التكرار وتجربة أفكار جديدة والحرية في التنفيذ هي ميزة ينفرد بها الهواة. فكل خطوة جديدة هي مغامرة وتجربة جديدة.

 

الهواة يستمعون، المحترفون يتجاهلون

الهواة دائماً يصغون لحديثك، سواء أكان ما تقوله مفهوماً لديهم أو لا. فضوليون ويستفسرون عن كل شيء، ودائماً ما يعتبرون أن هناك شيئاً ما يستحق أن يُصغى إليه. على عكس المحترفين الذين يصيبهم الملل سريعاً، ويتجاهلون الأحاديث الطويلة ويغادرونها، ثم يحيطون أنفسهم بدائرة الأحاديث التي تناسبهم فقط.

 

الهواة يعملون كفريق، المحترفون يتصنعون الهرمية

الهواة يديرون شركاتهم كفريق عمل صغير، يوزعون مهامهم بأنفسهم وينتجون بمفردهم ويركزون على الإنجازات والسلاسة بدون تضخيم. شخص واحد أفضل من خمسة، وخمسة أفضل من عشرين. بينما يؤسس المحترفون شركات مبنية على الهرمية والألقاب والاجتماعات المطولة، ويخلقون مزيداً من القيود اليومية.

 

في النهاية

أن تبقى هاوياً يعني أن تنجز وتبدع أكثر، وأن تركز على أن يكون احترافك وتقدمك في مجالك ومهنتك وجودة ما تقدمه، وليس في أسلوب عملك وتفكيرك. أن تبقى هاوياً يعني أن لا تتصنع التعقيد والتقييد، وأن تغير من نفسك باستمرار، وتستمتع بما تقوم به قدر استطاعتك.

 

لذا، كن محترفاً فيما تقدم وبالنتيجة التي تصنعها، وابقَ هاوياً في أسلوب عملك وما تقدمه.

Leave a comment

Please note, comments need to be approved before they are published.