التعامل مع حالة البلوك: نصائح وحلول

التعامل مع حالة البلوك: نصائح وحلول

حالة البلوك هي مشكلة تواجه الكثير من أصحاب المهن التي تتطلب تركيزاً ذهنياً، وخاصة صناع المحتوى والمبدعين بشكل عام مثل المصممين، المطورين، المصورين، وكتاب المحتوى. باختصار، هذه الحالة تعني شعورك بالفراغ أو عدم القدرة على الإنتاج والإبداع، أو حتى الوصول إلى الفكرة التي تدفعك للاستمرار. أحيانًا تكون هذه الحالة مؤقتة وأحيانًا قد تطول، وبما أن دخلك المادي وحياتك يعتمدون على مهنتك وإبداعك، فإن تجاوزها يصبح ضرورة للاستمرار.

وقبل الخوض في تفاصيل أكثر، أود أن أشارك تقسيمي الشخصي لهذه الحالة، وكذلك كيفية التعامل معها. قد يكون لديك أسلوبك الخاص في التعامل مع هذه المشكلة، ولكن كوني مررت بها عدة مرات، طورت أسلوبًا معينًا أتبعه في كل مرة أواجه فيها إحدى هذه الحالات.

 

01. حالات البلوك القصيرة

هذه الحالة هي مؤقتة، ترتبط بمشروع أو فكرة أو عمل معين لفترة زمنية محددة. على سبيل المثال، إذا كنا نتحدث عن تصميم الشعارات، فقد تكون المشكلة هي في إيجاد فكرة لهذا المشروع أو نقطة البداية. هذه الحالة هي الأكثر شيوعًا ولا أجدها مخيفة بل على العكس قد تكون دافعًا لإنتاج شيء إبداعي واستثنائي. وإليك بعض الملاحظات السريعة للتعامل معها:

تذكر أنك لست آلة، من الطبيعي أن لا تتمكن من إخراج الفكرة فور حاجتك لها.

تذكر أنها حالة مؤقتة وليست دائمة ولن ينتهي العالم بسببها.

عندما تمر بها، توقف عما تقوم به، فلا فائدة من إجهاد نفسك، فأغلب الظن أنك لن تخرج منها بالاستمرار.

توقفك عن العمل يجب أن يكون مؤقتًا، ومدة توقفك تعتمد على مدى حاجتك للنتائج.

إذا كانت المدة طويلة بعض الشيء، ابتعد عن العمل واجلس مع عائلتك أو اخرج مع أصدقائك.

إذا كانت المدة قصيرة، كتحضير عرض تقديمي مثلاً، قم بتحضير فنجان قهوة أو شاي أو شاهد فيلمًا قصيرًا.

ركز على أخذ قسط كافٍ من النوم، فهو غالبًا ما يكون السبب الرئيسي لما تمر به.

عند عودتك للعمل، المشكلة قد تكون في طريقة تفكيرك. جرب تغيير نمط تفكيرك أو ابدأ العمل بأفكار جديدة من الصفر.

حاول العمل في مكان آخر مثل مقهى، أو استخدم وسائل أخرى مثل الورقة والقلم بدلاً من الحاسوب.

تعامل مع هذه الحالة بهدوء ودون توتر، ولا تضغط على نفسك للخروج منها.

 

02. حالات البلوك الطويلة

أحيانًا، لا تكون المشكلة في إيجاد فكرة معينة، بل قد تكون في عدم الرغبة بالعمل كله، أو الملل المتواصل مما تقوم به. قد تستمر هذه الحالة يومين، ثلاثة، أو حتى أسبوع. وغالبًا ما تطول أكثر كلما حاولت العودة إلى حياتك الطبيعية دون معالجة السبب الحقيقي. وإليك بعض النصائح للتعامل معها:

حاول تحديد السبب وراء هذه الحالة، هل هو شيء عائلي أو مهني يشغل بالك؟ أم أنه أمر آخر؟

حاول حل السبب إذا أمكن، وإذا لم تستطع تجاهله وتجاوزه.

تحكم في مشاعرك، وركز على نفسك وأفكارك بدلًا من المشكلة أو التخوفات المتعلقة بها.

أخرج نفسك من نمط العمل والإنتاج المستمر، وانتقل إلى نمط شحن الطاقة والأفكار.

خفف الضغوطات والالتزامات قدر الإمكان.

ركز على نفسك وليس على آراء الناس من حولك، فلا تدع سقف التوقعات يقيدك.

تدرب على مهنتك كما كنت تفعل سابقًا، فإن العمل المستمر يحتاج إلى تطوير دائم.

مارس هوايتك من جديد، أو ابحث عن هواية جديدة لتشتيت الذهن وتفريغ الضغوطات.

 

03. حالة البلوك الدائمة

هذه الحالة هي الأكثر صعوبة، وقد مررت بها شخصيًا عدة مرات خلال حياتي المهنية. إذا لم تستطع التعامل مع هذه الحالة وإخراج نفسك منها، فقد تنهي حياتك المهنية دون أن تشعر. غالبًا ما تتطلب هذه الحالة تغييرًا كبيرًا قد يشمل حياتك بأكملها. وإليك بعض النقاط السريعة للتعامل معها:

كما في الحالات السابقة، حاول تحديد السبب. قد يكون تحديده صعبًا والاعتراف به أصعب.

تذكر أن هذه الحالة لا تعني أنك فقدت مهارتك، بل تعني أن هناك شيئًا خاطئًا يحتاج إلى تصحيح.

اعترف بأن هناك شيئًا يحتاج إلى تغيير ولا تتجاهله.

جرب الحلول المبدئية، وإذا لم تنجح، توجه للحلول الجذرية.

الحل الجذري قد يخرجك من دائرة الراحة، وهي مرحلة يصعب الخروج منها، ولكن تذكر أن الراحة والاستقرار قد يعودان مجددًا.

تذكر أهدافك ومن أنت، فالعمل المستمر قد يجعلك تنسى لماذا تقوم بما تقوم به.

تحلَّ بشجاعة التغيير، وابدأ من الصفر إذا تطلب الأمر.

ليس بالضرورة أن تعني هذه الحالة تغييرًا كبيرًا، قد تكون مؤقتة أو مبنية على مشاعر مؤقتة فقط.

 

في النهاية

قد تكون حالة البلوك “القصيرة أو الطويلة” إيجابية بشكل كبير وترغمك على تغيير طريقة عملك، مما يؤدي إلى نتائج جديدة وأفضل. وحتى في “الحالات الطويلة”، فإن معرفتك بوجود شيء خاطئ وحاجتك لحله تعتبر نعمة وميزة. لذا ضع هذا الأمر في حسبانك عند مرورك بأي من هذه الحالات.

وأخيرًا، تذكر دائمًا أن تتوكل على الله، فكل ما تمر به هو خير.

Leave a comment

Please note, comments need to be approved before they are published.