هل صادفت أحدهم يخبرك بأنه مهندس أو خبير أو حتى استشاري في تجربة الاستخدام (UX)، ودلَّت تصرفاته على عكس ذلك تماماً؟ أو هل تعرف شخصًا من اختصاص آخر—مبرمج، رسام، كاتب، عامل طباعة—تحوَّل بين ليلة وضحاها إلى خبير في تجربة المستخدم، وقام بتغيير وصفه في كل شبكاته الاجتماعية إلى “UI/UX Designer”؟
في هذه التدوينة الساخرة، سنستعرض بعض النقاط الواقعية حول “المنظِّرين” ومميعي مصطلح تجربة المستخدم. وبما أنها تدوينة ساخرة، فهي لا تمثل الحالة العامة، ولا تعبر عن كل شخص يستخدم هذا المصطلح.
10 نقاط سريعة تجعلك لا تثق بـ “خبير تجربة المستخدم”
وهي بمثابة إشارة إنذار مبكرة، تخبرك بمغادرة الاجتماع أو تغيير الحديث إن استطعت، أو على الأقل أن تشرد بذهنك بعيدًا، لتحافظ على اتزانك ريثما ينتهي الحديث.
1. عندما يتم تعريف شخص جديد في مؤسستك أو مؤسسة عميلك، أو من معارفك، على أنه “مهندس”، “استشاري”، أو “خبير” في تجربة المستخدم، وينتابك شعور سيئ تجاه الأمر.
2. عندما يبدأ هذا الشخص حديثه بالفرق بين الـ UX والـ UI، وأن لكل منهما اختصاصًا، والشركات الكبيرة توظف كل منهما على حدة، وأن الـ UX هو عصب المواقع والتطبيقات والحياة.
3. عندما تجده مبتسمًا، مغمضًا عينيه، إن أخطأ أحدهم وخلط بين مفهوم الـ UX والـ UI، أو أعطى ملاحظة لم تناسب الوهم الذي دخل عقل خبيرنا.
4. عندما يستند على كرسيه، ويعرض عليكم صورة الطريقين المملة، ويخبركم بأنها تشرح قصة الـ UX والـ UI دون أي جملة إضافية، ثم يتحدث بعدها لليوم الثاني.
5. عندما تسأله عن مشاريعه وأعماله السابقة، فينخفض صوته ويبدأ بإطلاق أسماء شركات ومواقع كبيرة دون مغزى أو إجابة واضحة، أو ينهي عليك الحديث بأنه “استشاري” ومهمته المشاهدة فقط.
6. عندما يقتطع الحديث باستمرار، ليسترسل بمعادلة أو قاعدة تخص تجربة الاستخدام، وغالبًا ما تكون مختلقة وغريبة، وغير مرتبطة بالحديث.
7. عندما يتداول باستمرار النظريات والقواعد المملة: “القاعدة الذهبية”، “عين المستخدم”، “نظرية الألوان”، “اتخاذ القرار بالشراء”، وغيرها من المعادلات التي تم اختلاقها والتغيير فيها كما يشاء.
8. عندما يبدأ بتعليل أي شيء في هذا العالم، حتى البديهي والمتعارف عليه منذ نشأة التاريخ، بأنه إما “تجربة استخدام سيئة” أو “تجربة استخدام جيدة”.
9. عندما يستخدم باستمرار عبارات مثل: “زيادة المبيعات”، “تحفيز المستخدم”، “عدد نقرات أقل”، و”المينيماليزم”.
10. عندما يصبح حديثه مرهقًا ومشبعًا بالمصطلحات دون تقديم قيمة حقيقية.
لكن!
وكالعادة، وحتى لا تكون التدوينة ساخرة تمامًا ودون معنى:
مصطلح “تجربة المستخدم” هو مصطلح حقيقي، هام، وذو تأثير كبير على المشاريع. ولكن القراءة فيه، وسماع نظرياته، وتكرار مفرداته، لا يعني فهمه وادعاء احترافه، ثم التنظير فيه. كما أنه ليس مهارة أو مهنة تُكتسب وتُدَّعى معرفتها.
بل إنه مفهوم متغير ومستمر، وجوهره قائم على العمل الحقيقي فيه، والتجربة المستمرة للوصول إلى نتيجة فعالة، وبعيدة عن التنظير والكلام—سواء أكان ذلك مشروعًا للويب، أو حتى دكانًا على حافة الطريق.