هناك قصة شهيرة تروى عن ستيف جوبز، مؤسس شركة أبل والرئيس التنفيذي الذي ترك بصمة لا تُنسى في عالم التكنولوجيا. جوبز كان يمتلك قدرة فريدة على الإلهام، ولطالما جذبت شخصيته المغناطيسية العملاء والموظفين على حد سواء. من خلال منتجاته مثل Apple II وماكنتوش، لم يحدث جوبز ثورة في عالم الحاسوب الشخصي فحسب، بل أثبت أنه قائد من طراز فريد.
لكن ما الذي جعل جوبز مميزًا إلى هذا الحد؟ كيف استطاع أن يُلهِم ويُحرِك العقول؟
بع ماء الصودا الحلو، أو غيّر العالم
جوبز كان يعرف كيف يجعل حتى أكثر المواضيع تعقيدًا تبدو بسيطة وجذابة. في كتاب The Second Coming of Steve Jobs، يُشير ألان دوتشمان إلى أن جوبز كان أستاذًا في تحويل مكونات إلكترونية مملة إلى قصص مشوقة. سواء في أبل أو Pixar، كان جوبز قادرًا على جعل موظفيه يشعرون بأنهم جزء من رسالة عظيمة.
هناك قصة مشهورة تعود إلى مارس 1983، عندما كان جوبز في الثامنة والعشرين من عمره. كان جالسًا مع “جون سكالى”، رئيس شركة بيبسي، وكان يسعى لإقناعه بالانضمام إلى أبل. بجرأة لافتة، التفت جوبز إلى سكالى وقال: “هل تريد أن تقضي بقية عمرك تبيع ماء الصودا الحلو، أم تريد فرصة تغيير العالم؟”
كانت تلك الكلمات بمثابة الشرارة التي ألهمت سكالى للانضمام إلى أبل، إنها جرأة وتفاؤل ورسالة واضحة ومختصرة لكنها تحمل معاني عميقة. جوبز كان مؤمنًا بقوة بأنه لا يبتكر مجرد جهاز حاسوب، بل يقدم تجربة فريدة، وهذا ما جعله قادرًا على جذب أفضل العقول للعمل معه.
كان جوبز بارعًا في إيصال رسالته ببساطة وإيجاز، مما جعله قادرًا على تأمين التمويل وجذب المستثمرين. قدرته على حكي قصته ورسالة شركته كانت عاملًا حاسمًا في نجاح أبل.
فماذا عنك؟ هل يمكنك وصف رسالتك بنفس البساطة والإيجاز الذي كان يميز ستيف جوبز؟ إن القدرة على تلخيص رسالتك بطريقة ملهمة وجذابة قد تكون هي الفارق بين النجاح والفشل.