العملاء… ذاك الاسم الذهبي الرائع، المليء بالثقة والتوازن والتفاؤل. ولكن، على الجانب الآخر، من السهل جداً أن تشعر بجرعة كبيرة من الإحباط عند التعامل مع عميل ما. لذا، لكي تكون مرتاحاً ومتأقلماً مع الحالة المزاجية لك ولعميلك، تعامل معه بشكل طبيعي ولا تتخيله ذاك الأمير النبيل على حصانه الأبيض. هو شخص عادي جداً، يحتاج منك عملاً معيناً مقابل مبلغ معين، وانتهى الأمر.
تنويه: بعض أسطر هذه التدوينة محبطة وساخرة، وغير مخصصة لذوي المزاج المرح والمتفائلين!!
كيف يراك العميل؟
الواقع المسلم به، أن العميل يراك كأداة ليحصل عن طريقك على ما يرغب به، وهذا شيء طبيعي في بعض الأحيان لأي تعامل من هذا النوع. فأنت بالنهاية تقوم ببيع سلعة “بأسلوب مختلف عن الأسلوب التجاري من الناحية العامة”، لكن بالتفاصيل، ما تقوم به هو عملية تجارية بحتة. تقدم منتجاً، وتحصل على المقابل. فكر بالأمر على هذا الشكل، وانسَ القصص الخيالية التي تصف عملية بيعك بأنك تبيع “حلماً – أسلوباً – وفناً”. إنها التجارة فقط!!
كيف يرى العميل نفسه؟
عميلك “بيزنس مان” لديه القليل من الوقت ليقضيه في التواصل معك وشرح ما يريده، وبعض الوقت ليشاهد ما قمت به، ووقت إضافي آخر لإعطائك التعديلات المناسبة وبعض النصائح الجميلة لشخصك الجميل. رجاءً، لا تضيع وقته بالكلام الفارغ المطول. فهو شخص يفهم تماماً ما تقوم به، بل وأكثر منك أيضاً. تعديلاته هي الأنسب، وهي فقط التي ستجعل العمل يبدو بصورة زاهية، رائعة، وشيء فريد من نوعه.
المشروع بالنسبة للعميل؟
الهوية البصرية، مثلاً، بالنسبة لك هي “لوحة فنية متناغمة الألوان، متسقة الشكل، متوازنة بصرياً، ومناسبة لك شخصياً وللمبدعين أمثالك قبل أي شيء آخر”. لكن، يا صديقي، الهوية البصرية لعميلك هي:
مجرد رسم يساعده على البيع أكثر – مجرد موضة تتغير كل فترة – شيء جميل قام به أحد أصدقائه، ويجب عليه فعل المثل – عبارة عن أسلوب ريائي بحت في بعض الأحيان، أو نوع من أنواع الدعاية المتغيرة. تعامل مع الأمر على هذا الشكل. وعندما يكون العميل فناناً مثلك، ومقدراً لما تفعل، عندها يمكنك شطب هذه الفقرة، والاستغناء عنها، والعودة لها مع عميلك التالي.
كيف يريد عميلك أن تتعامل معه؟
المشروع بالنسبة لك هو مشروع المستقبل، هو المشروع الذي ستزين به سيرتك الذاتية، ليكون الأجمل والأكثر إثارة فيها. هو أكثر شيء فريد صادفك خلال مسيرتك القصيرة. هذا المشروع يحتاج الكثير من الوقت والتركيز وتفريغ المخيلة والذات. وما تقوم به هو جزء بسيط من ذاك المشروع الضخم. في بعض الأحيان قد لا يعني أي شيء، وفي الأحيان الأخرى يكون هو الأساس والركيزة التي يبني عميلك عليها عمله. فإن لم يكن ما تقوم به على المستوى وينال إعجاب كل فرد محيط حول عميلك، وحتى عائلته، فأنت تنسف مشروعه الذهبي، فاحذر وتعامل مع المشروع بصمت.
التعامل مع الوقت!!
عميلك لا يملك الكثير من الوقت… لذا إن تأخر عليك أياماً في الرد… فلا مشكلة!! هو مشغول ولديه الكثير، أما أنت يا صديقي، فعليك الرد خلال 12 ساعة أو 24 ساعة بالكثير وهو وقت مثالي للرد على الرسائل “مع التسامح طبعاً”. أنت لا تملك شيئاً في حياتك سوى هذا المشروع، حتى أثناء النوم فكر به، ولا تنسَ جوالك رجاءً، فقد يرسل إليك بعض الرسائل يذكرك بأنه تواصل معك، ولم ترد عليه بعد!! حاول أن تكرس نفسك لعميلك الرائع.
وبالنسبة للتعديلات،
ما ستقوم به سيمر على أكثر من عشرين شخصاً على أقل تقدير، يبدأهم عميلك، وتنهيهم عائلته. وكل من مر عليهم سيضيفون بعض الأفكار والمقترحات، وأنت عليك تجربتها ثم العودة إلى عميلك بها “ومن ثم تكرار تلك العملية، إلى حين المرور بكل الأشخاص الذين يعرفهم”. ثم إن حالفك حظك الجميل تستطيع الانتهاء وتسليم العمل كاملاً دون أي “مرض أو عاهة عقلية” قد يتركها عميلك السعيد.
بالنهاية،
هذه التدوينة ساخرة تماماً، بعض ما ذكرته حقيقي ويمر به كل مصمم أو مطور، وبعضه يمثل أسلوباً ساخراً بالمبالغة. لكن، وبكل تأكيد، لا أشمل الجميع. أنا أنتقد بعض التصرفات بأسلوب ساخر 🙂ال