إذا كنت تعرف Smashing Magazine وما تقدمه في مجال الويب والتصميم، فستعرف القيمة الحقيقية لكتاب Smashing Book #2. وانطلاقاً من هذه القيمة، التي نحتاجها نحن “كمصممين عرب” أكثر من غيرنا، في سبيل إغناء المحتوى العربي، والرقي بمواقعنا، وأفكارنا، وأسس العمل عليها، سأحاول بإذن الله تعالى أن أقدم تلخيصاً لهذا الكتاب بين الحين والآخر. أسأل الله أن يوفقني في ذلك على أكمل وجه.
مقدمة
يُعتبر كتاب Smashing Book 2 مصدر إلهام حقيقي للمصمم. وسأبدأ بالشيء الذي أدهشني حقاً في بداية تصفحي له: في بداية كل فصل من فصول هذا الكتاب، ستشاهد لوحة فنية معبرة من عمل الفنان Yiying Lu، صاحب التصميم الذي نراه في تويتر (الحوت الذي تحمله الطيور). هذه اللمسة الفنية تعطي الكتاب قيمة معنوية إضافية. ولا تقلق، فهذا الكتاب يغطي مجالاً أوسع من الويب وقابلية الاستخدام فقط، لذا أجد أن الشريحة التي تستطيع الاستفادة منه كبيرة ومتعددة التخصصات. فهو هام للمصممين، والمهتمين بتطوير الويب، والمهتمين بالنظرة الفنية للأعمال، وكل من يبحث عن التوجهات الحديثة في التصميم الجرافيكي.
يشمل هذا الكتاب نواحٍ عديدة مثل: (تقنيات التخطيط، نظريات اللون، واجهة الاستخدام، التصميم للأجهزة المحمولة، التصميم كعلم النفس، وغيرها).
شارك في كتابة هذا الكتاب مجموعة رائعة ومنتقاة من الكتّاب والمساهمين المتميزين في هذا المجال. كل مؤلف لديه أسلوبه وطريقته في التعبير، وهو الأمر الذي يعطي الكتاب مصداقية وطابعاً فريداً خاصاً به. ولكن، بنفس الوقت، قد يكون ذلك سلبياً إلى حد ما، كونك لن تعتاد على نمط معين في كامل الكتاب.
الفصل الأول: مبادئ التصميم الجرافيكي
تدور فكرة هذا الفصل حول معنى التصميم الجرافيكي والفرق بين التصميم الجيد والتصميم الرائع “طويل الأمد”. بعض التصاميم قصيرة العمر تعتمد على الموضة أو التوجهات الحديثة ذات العمر القصير. وهناك حقيقة بديهية بسيطة: التصميم الجرافيكي وتصميم الويب ليسا مترادفين أو متشابهين. بالتأكيد، هما على صلة ومتقاطعين في نواحٍ كثيرة، لكنهما منفصلان في مناطق معينة. على سبيل المثال، في تصميم الويب قد تراعى البساطة وبشكل مفرط، كما في المساحات البيضاء، أو المساحات الفارغة، على عكس التصميم الجرافيكي الذي نراعي فيه منهجيات اللون ونظرياته والترابط بينه وبين الفكرة بشكل مفرط.
ماهو التصميم الجرافيكي
حتى نفهم بالضبط دور التصميم الجرافيكي في عالم الويب، يجب أن نفهم معناه أولاً. يمكننا أن نعرفه على أنه فن، وعلم، وعمل تجاري حرفي، أو عمل إبداعي يخدم الدعاية في سبيل بيع منتج ما. لكن التعريف الأهم والأدق له هو: التواصل.
والتصميم بأي شكل كان هو ممارسة بصرية. ولتوصيل هذه الرسالة، نحن نستخدم تقنيات الطباعة، اللون، التوضيح، والأشكال، لكن يبقى الهدف الأساسي هو: نقل المعلومة للمشاهد بشكل فعال وواضح وسهل الفهم.
لغة التصميم
التعبير في كلمة “التصميم” هو تعبير أشمل من الخطوط، والأشكال، والألوان. هو لغة بصرية غنية، تحوي على نظريات واختبارات واستنتاجات دقيقة، تساعدك كمصمم عند العمل على مشروع ما باتخاذ خيارات مناسبة للعمل، وإيصال الأفكار، وسهولة استخدامها من جميع الشرائح كالخبراء والمبتدئين معاً، وبعيداً عن الجانب الجمالي فقط.
التصميم الخالد vs التصميم اللحظي
لفهم فكرة التصميم الخالد، يجب أن نفهم نقيضه أولاً “التصميم العابر أو اللحظي”، الذي يركز على الاتجاهات الحالية والأساليب قصيرة التأثير لاستغلال الحالة المزاجية السائدة للجمهور الآن. طبعاً، قوة هذا النمط من التصميم هي السبب وراء فشله، كونه يناشد جمهوراً محدداً في وقت محدد. لكن إذا تقدمنا بالزمن، سنجد أن هذه الفكرة ستتلاشى ويطير سحرها القديم، مما يدفعك للعمل من جديد.
كيف نجعل عملنا يندرج تحت مفهوم “التصميم الخالد”
ابتداءً بالفكرة وصولاً للمحتوى، مروراً بأفكار التصميم التي تعمل عليها، هناك العديد من النقاط والأفكار التي تجعل تصميمك يندرج تحت مفهوم التصميم الخالد. ومن بين هذه الأفكار:
• تحقيق فكرة التصميم الراقي: كلما قل عدد العناصر التي تستخدمها لنقل الرسالة، وكلما كانت الأفكار بسيطة، كانت الرسالة أوضح وأقرب للفهم.
• البساطة: المفاهيم الأساسية “الشكل، اللون، المساحة البيضاء، التوضيح”، كلها عناصر تصمد طويلاً وتساهم في راحة المستخدم.
• تجنب الزخرفة: الزخرفة هي أي شيء يضاف لمجرد التعبئة البصرية. إذا لم يكن للعنصر المضاف فائدة في توصيل رسالة معينة، فمن الأفضل عدم استخدامه.
• الإذهال: استخدام عناصر وأفكار جديدة وغريبة في التصميم لا يعني أن عملك غير مناسب أو قصير العمر. على العكس، قد تكون الأفكار الغريبة هي التي تجذب الانتباه وتدهش المستخدمين.