الحقيقة المرة هي أن هذه المرة الأولى التي أكتب فيها تدوينة بعد مرور عام كامل، خلال هذا العام لم أتمكن من العثور على الوقت للكتابة أو لنشر أعمالي وأفكاري، وهو ما يعتبر المتنفس الأساسي بالنسبة لي والحافز الأهم للاستمرار.
أغرقت نفسي طوال هذا العام في تراكم مرعب من الأعمال، وشتت وقتي حتى لم أجد الفرصة لفعل أي شيء آخر. الدرس الوحيد الذي تعلمته خلال هذه المدة هو عدم تكرار نفس الخطأ مرة أخرى، والبدء بتجربة أسلوب جديد في العمل. سأشارككم ما قررته لسببين أساسيين:
1. إلزام نفسي بما سأذكره: فمشاركته ستلزم علي الالتزام، أو تحاول ذلك على الأقل. ربما لا أنجح في الالتزام “وأعود لكم بعد فترة وأقول أنني لم أنجح به”، وربما أستمر لفترة طويلة. لكن على الأقل سأكون قد شاركت ما أفكر فيه وأريد تجربته.
2. مشاركة الفائدة: ربما أختصر على أحدكم خطوة بما سأذكره، أو قد يستفيد منه أحدكم ويطبق بعض نقاطه في عمله. وربما لا يكون مهمًا على الإطلاق له، لكنه يبقى من باب المشاركة الذي أراه ضروريًا لكل شخص في مجالنا.
سأختصر التجربة بالنقاط التالية:
لم أعد مستقلاً جداً
أقصد بالمعنى المتعارف عليه، العمل من المنزل أو المقهى والعمل ليلاً أو نهارًا. بل أصبحت موظفًا لدى نفسي وشركتي، أعمل بها كأي شخص طبيعي آخر، لدي ساعات محددة لدوامي. قد أتأخر عنها أو أبدأ قبل الوقت المحدد إذا كنت متحمسًا. أغادر دون حاسوبي وأحاول فصل حياتي المهنية عن الشخصية. كوني مستقلًا أو صاحب شركة لا يعني أبدًا تداخل عملي مع حياتي الشخصية وجعل أحدهما يؤثر على الآخر.
لا، لحياة الإنجاز الكاذبة
لم أعد أعمل ليلًا ونهارًا بلا توقف، ولم أعد أرى الأمر “واو” إذا أنهيت ما عليّ في جلسة واحدة. لقد أدركت أن كلما أنهيت أعمالي بسرعة، حشرت نفسي في المزيد من الأعمال، مما يضيف علي حملًا إضافيًا ويؤخرني عن أهدافي الرئيسية. ببساطة، قررت أن أعطي كل مهمة أو عمل أو مشروع وقته الطبيعي، وأتجنب التأثير السلبي على حياتي الشخصية.
سأنظم عملي وأتخلص من الفوضى
تنظيم العمل لا يعني نقص الدخل. الرزق بيد الله، ولكن جهدك وتعبك وسهرك للحصول عليه يمكن تنظيمها. ليس هناك داعي لاستلام أعمال لا تصب في مصلحتي ومصلحة شركتي، ولا داعي لتحمل فوضى بعض العملاء. سأتجنب الأعمال التي لا تضيف شيئًا جديدًا لي. سأركز على تنظيم وقتي وفصل العمل عن الحياة الشخصية، وسأحرص على أن أعيش حياتي كشخص طبيعي بعيدًا عن التأثر بمزاجية العملاء.
ست ساعات من العمل فقط!
تبدو قليلة، صحيح؟ لكنها ليست كذلك. لقد أدركت أنها المدة الحقيقية التي أُنجز فيها مهامي. أقصد هنا المشاريع الخارجية التي لا تخصني. هذا يعني أنني قد أعمل لعدة ساعات إضافية على تدوينة أو مشروع شخصي، لكن ست ساعات لأعمالي اليومية هي مدة حقيقية للإنتاج. قد تزيد أو تنقص قليلاً وفقًا للظروف، ولكنني سألتزم بها.
يومي عطلة!
هل يبدو كثيرًا؟ أبدًا. لقد اكتشفت أنني كنت في قمة إنتاجيتي عندما عملت سابقًا بشكل حر، وكنت أخرج من المنزل للعمل في أي مقهى أو أترك حاسوبي وأرحل بعيدًا لاكتشاف أماكن جديدة. كان ذلك يصفي ذهني ويخفف من التوتر. قررت تكرار هذا النمط، وتخصيص يومي عطلة: يوم لعائلتي ويوم لنفسي لأستمتع بالخروج دون قيود.
هل عليك فعل ذلك أيضًا؟
ليس بالضرورة. ما وصلت إليه مرتبط بتجاربي وأسلوبي في العمل وقد لا يكون مناسبًا لك. قد تجد نفسك تعمل ليلاً أو صباحًا أو لساعات طويلة، وقد تكون في بداية طريقك ومن المهم أن تغمر نفسك في دوامة العمل لاكتساب الخبرة. لذا، هذا الأسلوب ليس مناسبًا للجميع.
هل يعني أني سأستمر كذلك؟
ليس بالضرورة. قد أقوم بتغيير هذا الأسلوب بعد مدة أو تعديله على الأقل. ربما ألتزم به لعام أو اثنين. الخلاصة أنني سأجرب هذا الأسلوب لفترة ليست قصيرة، لعله يجعلني أكثر راحة وينظم عملي ويحقق أهدافي بشكل أكثر استقرارًا.
وعلى هامش العودة…
بعيدًا عن فوضى الفترة الماضية، الخبر الجيد بالنسبة لي “وقد يكون لكم أيضًا” أنني طوال العام الماضي، كنت أُدوّن ملاحظات أو كلمات مفتاحية عن موضوعات معينة كلما خطر لي التدوين عنها، مما سيساعدني على العودة إلى الكتابة بشكل منتظم. وأظن أيضًا أن قالب المدونة الحالي قد مضى عليه ثلاث سنوات أو أكثر، وقد حان الوقت لتغييره.
لدي أيضًا بعض الأخبار والأعمال التي أتممتها خلال الفترة الماضية، وسأكون سعيدًا بمشاركتها معكم قريبًا.
في النهاية، مستمتع ومتفائل بعودتي للكتابة “ولست متأكدًا إن كانت متأخرة أو مملة”. أشكر كل من سأل عني خلال الفترة الماضية أو طلب مني العودة للتدوين. ومرحبًا بكم من جديد 🙂