وصلني منذ يومين صديقي “الماك بوك برو” الجديد MacBook Pro 15 With Retina Display، وحتى وصل هذا الجهاز ليدي مررت بالعديد من المغامرات الحزينة، لكن للآمانة استحق كل ما مررت به. وكي لا أعيد ما فعلته كل المواقع الأجنبية والعربية والتي قامت بالـ UnBoxing أو مراجعة عامة للجهاز، سأتحدث هنا عن مواصفاته ونظرة عامة سريعة عنه بشكل موجه أكثر للمصممين والمهتمين بالتعامل معه.
شاشة الريتنا Retina
هي الشيء الأجمل والأكثر روعة على الإطلاق. الدقة صراحة خرافية، لم أكن أتوقعها هكذا، ولن تتضح لك.. لا بالصور ولا بالإعلانات. حتى عندما تصفحت الجهاز بشكل سريع في محلات البيع، لم أشعر بذاك الفرق، لكن بمجرد تجربتها وتصفح موقع يدعم الريتنا كموقع Dribbble مثلاً ستشعر بالفرق. ولتوضيحها ببساطة قم بضرب كل بيكسل بـ 4 مثلاً.
لا تنسَ أن حجم الشاشة 2880×1800 للـ 15 إنش، ومقارنتها مع شاشات HDTV 1920X1080 ستجد أن الدقة فعلاً خرافية.
لكن لذلك عيب واحد “أجده مصيرياً للبعض”، أنك إن تصفحت موقعاً لا يدعم الريتنا، ستشعر وكأنك قمت بتكبير أي صورة بحجمها الطبيعي مرتين على الأقل. طبعاً هذا الكلام يشمل الصور فقط، أما النصوص فستظهر بشكل رائع على أي موقع. كذلك المشكلة في برامج التصميم أو بعض البرامج التي لم تدعم الريتنا بعد. شخصياً، أغلب ما أستخدمه من برامج أو أدوات وتطبيقات جانبية، أو حتى مواقع تخص التصميم، “أصبحت تدعم الريتنا” حتى الووردبريس قامت بدعمها كذلك، لذا تقريباً كان كل شيء رائعاً بالنسبة لي.
أدوب والريتنا Adobe & Retina
كنت أنوي الاشتراك بحزمة أدوب الجديدة فور صدورها، لكني أجلت الأمر لسببين: الأول التأكد من دعم العربي، والثاني تجربته فوراً على جهازي الجديد. بالنسبة للنقطة الأولى فلم أستطع التأكد منها قبل الشراء، حاولت سؤال أدوب أو طرح السؤال في منتدياتها على الأعضاء، لكن لم أجد إجابة واضحة، فقررت التجربة بنفسي.
أدوب باختصار قامت بإطلاق نسختها الجديدة والتي أسمتها Adobe Creative Cloud وأطلقت معها طريقة جديدة للحصول عليها، فأنت بكل بساطة تقوم بالاشتراك بشكل شهري مقابل 49$ تحصل بها على كل نسخ أدوب “الفوتوشوب، والالستريتر، والأفترافكت وغيرها” ومساحة تخزينية سحابية، وستستطيع الوصول إلى كل تطبيقات أدوب الجانبية، وستعمل على جهازين منفصلين.
هناك عدة نقاط مهمة يجب الحديث عنها بخصوص النسخة الجديدة لأدوب. فأولاً، لست مضطراً للبقاء متصلاً بالإنترنت طوال الوقت، مرة واحدة في الشهر على الأقل قد تكفي لتأكيد اشتراكك. وأيضاً التخزين السحابي ليس شيئاً أساسياً، بل هو خدمة جانبية. أنت ستتعامل مع ملفاتك كما كنت تتعامل معها سابقاً. الفارق الوحيد هو الاسم وبعض الخدمات الأخرى وطريقة الدفع. لا يوجد شيء آخر.
المهم قمت بتنزيل الفوتوشوب وتجربته، قبل أي شيء صدمت بعدم دعم الريتنا “رغم قراءتي عن الموضوع”، لكن سرعان ما جاءني إشعار بوجود تحديثين جديدين له، الأول يدعم الريتنا والثاني يخص الثريدي وغيرها وفعلاً كان الفرق هائلاً. أما بالنسبة لدعم العربية، فبعد تفعيل خيار اللغات الذي أصبح افتراضياً “دون الحاجة إلى الطرق الملتوية”، بدأ بقراءة وكتابة العربي دون أي مشاكل، والأمور رائعة. لكن المشكلة كانت في الـ illustrator، فرغم دعمه هو الآخر لشاشة الريتنا، كانت المشكلة بعدم قراءته العربية، والحاجة لفتح ملف عربي مسبقاً والتعديل عليه. وكانت تلك مشكلة ليست بالكبيرة جداً، لكنها محزنة قليلاً. على كل حال، أتوقع دعم هذا الأمر في تحديث قادم.
تبقى الملاحظة هنا أن ملفاتك وأعمالك القديمة إن تعاملت معها بشكلها الطبيعي الذي ستفتح به.. ستكون صغيرة نسبة لدقة الشاشة 2880×1800. وإن قمت بتكبيرها لتستطيع التعامل مع النصوص والصور فيها “بالشكل الذي كنت تعمل به سابقاً”، فستخسر الدقة. هذا الكلام ينطبق على الفوتوشوب فقط. إن كنت تتعامل مع الاستريتر، فإن كل شيء فيه vector ولن يكون لديك أي مشاكل، بل ستشعر وكأن عملك يطبع مباشرة 🙂
شكل وتصميم الجهاز
لم يختلف التصميم بشكل جذري عن سلسلة الماك بوك، لكن الرقة التي يتمتع بها الجهاز نظراً لمواصفاته عجيبة! عجيبة بكل معنى الكلمة. لا أدري كيف استطاعوا دمج كل ذاك العتاد والمواصفات المخيفة في 1.8 سم، ووزن الجهاز بحدود الـ 2 كيلوغرام – أخف من السابق بحدود النصف كيلو تقريباً.
بالنسبة للاختلافات، فهي على الشكل التالي:
تغير مكان زر التشغيل الـ Power ليصبح مكان زر إخراج السواقة سابقاً، وتمت إزالة زر معرفة مستوى البطارية، والـ LED الخاص بإشعار حالة الجهاز sleep mode. أيضاً تمت إزالة السواقة، وقفل الأمان. والكتابة الموجودة أسفل الشاشة MacBook Pro لم تعد موجودة أيضاً. حواف الشاشة أصبحت أصغر كذلك، وتمت إضافة منفذ HDMI. وأخيراً، قدمت أبل بعض الكرم والتنازلات، بالإضافة إلى منفذين Thunderbolt. طبعاً الجهاز هادئ تماماً بسبب طريقة توضع فتحات التهوية وشكل المروحة الداخلية، لذا لن تسمع صوت مروحة التهوية. “هذا الكلام مكرر بالتأكيد” لكن وجب ذكره. وكون الجهاز يحوي على هارد SSD، فلا وجود لأي صوت إضافي. باختصار جهاز هادئ تماماً.
الصوت في الجهاز رائع بكل معنى الكلمة. هناك شيء فيه يجعله “ملموساً ونقياً” إن صح التعبير. قد يكون شعوري هذا مبالغاً فيه نظراً لتعاملي مع الماك القديم 13 إنش والذي لم يتعامل مع الصوتيات بشكل جيد، لكن بالمقابل الصوت فعلاً رائع مقارنة بغيره من الأجهزة وحتى تلك التي تدعم صوتيات الـ Beats منها. أيضاً تم دمج Dual Mics فيه لتصبح دقة تسجيل الصوت أكبر. وهنا نقطة هامة لم أقرأ عنها ولم أعرفها سابقاً إلا بعد التجربة، وهي أن الشاشة تخفف الانعكاس بنسبة جيدة عن السابق “تقريباً إلى النصف”.
المواصفات
هذه الفقرة قد تختلف قليلاً من جهاز إلى آخر نظراً لاختلاف المواصفات التي ستطلبها. شخصياً، حصلت على معالج 2.8 ورامات 16 وهارد 512 SSD. لكن يجب أن أذكر هنا نقطة مهمة كانت تخفى علي أيضاً قبل طلبه، وهي أن المواصفات التي ستختارها ستبقى معها. لن تستطيع زيادة الرام كما كنا نفعل سابقاً، لذا حدد تماماً ما تحتاجه قبل شراء جهازك. الجهاز يبدأ من معالج 2.5 ورامات 8 جيجا، وهارد 256، ولا يمكنك زيادة أي منهما بعد الحصول عليه. “رغم أني لاحظت على اليوتيوب تغيير هارد الـ SSD” لكن لن يختلف السعر إلى ذاك الحد، فسعر الحجوم الكبيرة لهاردات الـ SSD مرتفعة، وشراء ما تحتاجه مباشرة سيريحك من عناء الفك والتركيب والتغيير وغيره.
سرعة النسخ والقراءة والكتابة رهيبة بكل معنى الكلمة. “عمل duplicate” أي نسخ لصق لملف حجمه 1 جيجا لم يستغرق ثانيتين. الأداء في التعامل مع الملفات ذات الحجوم الكبيرة على الفوتوشوب، وتطبيق بعض التأثيرات التي تضغط بشكل كبير عليه، تضاعف “على الأقل 6 مرات”. عمل ريندر على الأفتر افكتس لملف كان يستغرق ربع ساعة.. انتهى بدقيقتين. إعادة تشغيل الجهاز تستغرق على الأكثر 10 ثواني، تشمل إغلاقه وإنهاء البرامج، وإعادة تشغيله وبدء العمل. السرعة فيه لا تصدق. تكامل العتاد مع النظام وصل لأعلى درجاته، وأنصح به كل من ينوي الحصول على جهاز جديد يناسب توجهه وأسلوب عمله.
على الهامش
شاشة الريتنا قد تكون إحدى أهم ميزاته، لكنها بالوقت نفسه “وتحديداً بالوقت الحالي” سيئة للبعض. لذا تأكد من حاجتك لها، وتأكد من حاجتك للمواصفات التي ستقوم بشرائها. سعر الجهاز يختلف كثيراً “للضعف تقريباً” بين المواصفات المنخفضة والأعلى، لذا إن لم تكن بحاجة الـ 16 جيجا رام لا داعي لها. وإن لم تكن بحاجة المعالج الأعلى فالـ 2.5 يفي بالغرض تماماً. وبالوقت نفسه إن كنت بحاجة لمواصفات مرتفعة، لا تأخذ الضعيفة وتفكر بتطويرها بالمستقبل، فما ستحصل عليه ستبقى معه.
سعر الجهاز مقارب لسعر الـ iMac الجديد ذو المواصفات الأعلى من حيث المعالج وحتى الرام، لذا إن لم تكن كثير التنقل – ولست بحاجة الريتنا، فالـ iMac جهاز رائع. أيضاً تأكد من حاجتك لـ “لابتوب أم ديسك توب” قبل الشراء، فسعر هذا الجهاز شيء لا يميزه أبداً، تأكد من أنك ستحصل على مقابل ما ستدفع وسيكون المقابل مناسباً لك.
هذا كل شيء عندي يتعلق بالجهاز، لم أشمل كل شيء بالتأكيد ولم أقدم صوراً عن المواصفات ولا فيديوهات عن الـ unboxing فالإنترنت مليء بها. حاولت قدر المستطاع أن أتحدث عنه بطريقة بسيطة وبأهم ما يمكن ذكره لمن قد يناسبه هذا الجهاز. شكراً لكم 🙂