بعيداً عن المبالغ الطائلة والجهود البشرية الكبيرة وأنظمة الشركات المرهقة التي تُستخدم لعمليات الاستثمار وتأسيس الأعمال، نجد أن بوابة الاستثمار الإلكتروني وتأسيس المشاريع الصغيرة عبر الإنترنت تقدم بديلاً مميزاً. هذه المشاريع تمتاز بصغر رؤوس أموالها وسهولة تأسيسها والعمل عليها من أي مكان وبأقل عدد من العاملين.
الاستثمار يمكن أن يكون إنشاء مشروع جديد كلياً، أو الدخول في شراكة بمشروع معين، أو حتى شراء مشروع كامل من شخص آخر. هناك العديد من مفاهيم الاستثمار، لكن ما نتحدث عنه هنا تحديداً هو الاستثمار في الإنترنت وبناء المشاريع الصغيرة. لن نتعمق في التفاصيل الآن، بل سنسرد بعض الأفكار الأساسية التي قد نعود إليها فيما بعد.
إذن، ما الذي يلزمنا لإنشاء مشروع جديد أو الاستثمار في مشروع معين؟
أولاً – الفكرة:
حاول أن تبحث عن فكرة جديدة وغير مسبوقة، أو خذ فكرة أجنبية وقم بتحويلها وتعريبها إذا جاز التعبير. هذا لا يعني أنه لا يمكنك استثمار أو إنشاء مواقع تم تنفيذها سابقاً، بشرط أن تقدم ميزات جديدة أو تطويرات فريدة. إذا كنت ترغب في الاستثمار في مشروع موجود مسبقاً، تأكد من أنه مشروع مميز وفريد من نوعه، أو على الأقل من وجهة نظرك، بعيداً عن الكلمات التسويقية التي قد يستخدمها صاحب المشروع.
ثانياً – الدراسة والتوثيق:
بعد اقتناعك بفكرة معينة ونيتك في تنفيذها، تأكد من إجراء دراسة بسيطة ومبدئية للمشروع. يمكن أن تكون الدراسة طويلة وقد تستغرق أسابيع أو أشهر، أو قد تكون عدة أيام، ولكن هذه الخطوة مهمة جداً في تحديد مدى قوة واستمرارية مشروعك ونسبة نجاحه. تأكد من دراسة الأمور التالية:
1. نوع المشروع: فردي، مشترك، مجموعة عمل، نظام شركات، أو غيرها.
2. كلفة المشروع: تعتمد على نوعه وحجمه وشكله ونظامه.
3. الفترة الزمنية: الوقت المستغرق من التخطيط إلى التنفيذ على أرض الواقع.
4. دراسة ميدانية: تشمل دراسة السوق، المنافسين، وطرق عملهم.
5. توزيع المهام: تحديد مهام الأفراد العاملين في المشروع، من مهامك الشخصية إلى مهام الفريق.
ثالثاً – بدء العمل في المشروع:
هذه هي خطوة تحويل المشروع من الورق إلى الواقع. تأكد من الالتزام بجدول عمل محدد بعد توزيع المهام، كما ذكرنا في الفقرة السابقة. حاول الالتزام بخطة عمل بسيطة وواقعية تناسب احتياجات مشروعك، بعيداً عن الجداول الجاهزة التي قد لا تناسبك تماماً. تابع الخطة بشكل مستمر، وإذا اكتشفت أي مشكلة في جدولك، قم بتعديله فوراً دون تأخير. هذا سيساعدك في المشاريع القادمة لتكون أكثر دقة وواقعية، مستفيداً من الأخطاء والنجاحات السابقة.
رابعاً – لا تطلق مشروعك فوراً ولا تعلن عنه:
المشكلة في بعض المشاريع هي الإعلان عنها فور الانتهاء منها دون الدخول في مرحلة التجربة. لكن احرص على ألا تطيل فترة التجربة بشكل ممل يجعلك تنفر من المشروع وتهمله. هذه النقطة أساسية من خلال تجربة شخصية؛ حيث قمت بالعمل على موقع أي ستوك لفترة طويلة ومررته بفترة تجريبية مطولة دون تجربة فعلية، مما أدى إلى نقطتين سلبيتين: الأولى هي الملل من المشروع قبل إطلاقه، والثانية هي ظهور بعض الأخطاء غير المتوقعة كما حدث في يوم الإطلاق. هذه الأخطاء تؤدي إلى فقدان أو تقليل ثقة العملاء بالمشروع، مما قد يسفر عن فشل أو انهيار جزئي في أهم مراحله.
خامساً – لا تخصص ميزانية كبيرة للإعلان:
المشروع الناجح يجب أن يمر بفترة يعلن فيها عن نفسه بنفسه قبل الإعلان عنه في المواقع والمجلات والصحف. هذا لا يعني أن الإعلان عن المشروع فور انطلاقه أمر سيئ، بل قد يكون أحد أعمدة نجاحه. لكن بشكل عام، يجب أن تمر مشاريعك بمرحلة الإعلان، لكن يفضل ألا تكون في بداية حياته لعدة أسباب، أهمها:
• التأكد من فاعليته وخلوه من الأخطاء.
• ضمان تميزه ومراقبة ردود فعل الزوار في الفترات الأولى.
• الحصول على عدد معين من العملاء المتطوعين الذين لم يأتوا عن طريق إعلان بل بالصدفة أو تطوعاً. هؤلاء هم العملاء المتطوعين.
حتى عندما تريد الإعلان، لا تخصص ميزانية كبيرة ولا تعلن في أكبر المواقع التي تتميز بغلاء أسعارها. ابحث عن المواقع المناسبة لاختصاص موقعك والتي تكون أسعارها متوسطة ومناسبة، ولا تعلن في كل المواقع دفعة واحدة.
في النهاية:
أنا متأكد من أنني لم أغطِ جميع النقاط الخاصة بالاستثمار أو إنشاء المشاريع الصغيرة على الإنترنت ولم أتعمق فيها. لكنني أؤكد أيضاً أن هذه نقاط أساسية لبدء مشروعك ولا يمكن الاستغناء عنها عندما تقرر البدء بمشروعك الجديد.
ولا ننسى أيضاً توفيق رب العالمين في أي عمل أو مشروع أو حتى في بدايته.