في أي مجال من مجالات الأعمال وعلى كافة الأصعدة المختلفة في الحياة، ستجد بعض الشركات التي تعتمد في عملها على تقليد منتجات الغير، سواء كان ذلك بشكل أساسي أو ثانوي أو حتى لمرة واحدة فقط. وبغض النظر عن أهدافها وغاياتها، قد يكون تقليدها نابعًا عن عجزها عن الابتكار، أو الغيرة، أو حبها للمال فقط دون الاهتمام بالسمعة التي تتركها، وغيرها من الأسباب. وبعيدًا عن الجانب الأخلاقي، هناك شروط أساسية يجب اتباعها في عملية التقليد. بالطبع، لا أقصد تشجيع المقلدين على عملهم، ولكن على الأقل هذه بعض النصائح التي يجب عليهم اتباعها حتى يُطلق على عملهم اسم “عمل مقلد” وليس “عمل غبي”!
سأستخدم في جميع النقاط مثالًا عن الصينيين وتقليدهم لبعض أجهزة الموبايل وبعض الأعمال الفنية أو التصاميم المقلدة للمقارنة وتوضيح النقاط فقط!
1- حافظ على نفس المواصفات:
إذا أخذنا الجوالات كمثال على هذه النقطة، سنلاحظ أن الصينيين يقومون بتقليد أجهزة مثل نوكيا أو الآيفون. لاحظ أيضًا أنهم يهتمون بوضع مواصفات مشابهة وأحيانًا قد تكون أفضل من الأصل (مثل وضع شاشة تعمل باللمس أو تحسين صوت الجهاز)، مع تقليد الشكل، مما يجذب بعض المستخدمين لأن الشكل والمواصفات متشابهة وبسعر أرخص.
ولكن عندما تقوم بتقليد منتج آخر دون تحسين تقليد الشكل أو الاهتمام بالمواصفات والمحتويات، يمكن بسهولة أن نطلق على هذه الشركة “شركة غبية”. فهي ستبيع بعض النسخ المعدودة وستشوه سمعتها، هذا إذا كانت تهتم بالسمعة أساسًا. ثم سيعلم المستخدمون بأن كل ما تبيعه مزور ومقلد.
2- عين موظفين أذكياء:
إذا اخترت طريق التقليد، فلا مشكلة في ذلك بالنهاية؛ فهي سياسة الشركة وليس لنا التدخل فيها. ولكن كنصيحة بديهية، يجب على الشركة تعيين موظفين أذكياء يجيدون التقليد ويمتلكون حسًا فنيًا لتطوير الأصل أو على الأقل محاكاته بشكل يتناسب مع أذواق المستخدمين.
3- قلد ما تستطيع تقليده!
كما قلت سابقًا، إذا سلمنا بأن الشركة أصبحت شركة مقلدة، فعلى الأقل يجب عليها محاولة تقليد المنتجات التي تستطيع تقليدها أو تستطيع أن تصل إلى مستواها العام. يجب أن تلاحظ أن المستخدمين لن يقولوا إن المنتج قد تم تقليده من الشركة الفلانية، بل سيقولون إن الشركة هي شركة مقلدة فاشلة فقط.
4- قلد لكن بشكل ذكي!
لاحظ أن الصينيين يقومون بتقليد الشكل تمامًا دون أي تعديلات، وقد يقومون بإضافة بعض التحسينات التي تجعل الشكل أكثر قبولاً أو حتى أجمل من الأصل. ولكن المشكلة تكمن عندما يقع المنتج في يد مقلد أحمق لا يُحسن التقليد، بل على العكس يُخرب المظهر. لذلك، على الشركة تعيين مقلد صاحب ذوق جيد ولديه خبرة في عمله، حيث أن الضرر سيعود على الشركة نفسها فقط. الشركة الأصلية لن تتأثر، قد تضحك فقط من المحاولة الفاشلة!
5- قلد لكن في اختصاصك!
أفضل شركات الموبايلات الصينية التي تقوم بالتقليد لن تستطيع تقليد جهاز ماك بوك إير من شركة أبل، لأن ذلك ليس من اختصاص شركات الموبايلات أولاً، ولأن هذا الجهاز يُعتبر ثورة في عالم تصميم الأجهزة وتصنيعها، وقد وُضعت له ميزانيات كبيرة في التطوير والتصنيع ليخرج في شكله الحالي. إذا حاولت شركة صغيرة تقليده، فلن تفهم أساسًا محتوياته وما يتضمنه.
6- التقليد ليس تقليدًا بالاسم فقط!
لا تفرح عندما تقوم بتقليد الاسم فقط. حاول تقليد المحتويات ولو بشكل بسيط وبدائي، أو على الأقل حاول أن تقترب من الفكرة العامة. الفكرة ليست في تقليد الشكل والاسم فقط، بينما تكون المحتويات مخالفة تمامًا. لا تصنع غلافًا للوحة مفاتيح، وتضع داخل العلبة لوح شوكولا!
في النهاية:
لا يسعنا ردع المقلدين، لكن الفكرة هنا هي محاولة الارتقاء بمستوى الأعمال المقلدة لتكون على مستوى أعلى من الفن والذوق، ولتجنب السخرية والغضب الذي يصيبنا عندما نشاهد تلك الأعمال الرديئة.